تأثير النيكوتين على الجسم

 
هل النيكوتين خطير فعلاً؟ تأثيره الحقيقي على الجسم بالأدلة العلمية




المقدمة:

في السنوات الأخيرة، تصاعد الجدل حول النيكوتين، خاصة مع انتشار السجائر الإلكترونية ومنتجات الفيب ((Vape التي يُروّج لها بأنها أقل ضررًا، ولكن ما هو النيكوتين بالضبط؟ وهل هو حقًا مادة خطيرة أم أن السمعة السيئة مرتبطة فقط بالتدخين التقليدي؟ هذا ما سنكتشفه في هذا المقال العلمي المبسط.

 

ما هو النيكوتين؟

النيكوتين هو مادة كيميائية قلوية طبيعية توجد بشكل أساسي في نبات التبغ، لكنها موجودة أيضًا بكميات ضئيلة في بعض النباتات الأخرى مثل الطماطم والبطاطس، و يُصنف النيكوتين كمادة منبهة للجهاز العصبي المركزي، وهو المسؤول عن التأثير المنبّه الذي يشعر به المدخنون أو مستخدمو الفيب.

 

كيف يعمل النيكوتين داخل الجسم؟

عند استنشاق النيكوتين (عبر تدخين سيجارة أو استخدام الفيب)، يتم امتصاصه بسرعة من الرئتين إلى مجرى الدم، ثم ينتقل إلى الدماغ خلال 10 إلى 20 ثانية فقط، و هناك يرتبط بمستقبلات محددة تُعرف بمستقبلات الأسيتيل كولين، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الدوبامين، المرتبطة بالشعور بالسعادة والمكافأة.

هذا ما يجعل النيكوتين مسببًا قويًا للإدمان، وربما أخطر من الهيروين أو الكوكايين من ناحية الاعتماد النفسي.


(يمكنكم الاطلاع على مقالنا حول كيفية زيادة هرمونات السعادة بشكل طبيعي و صحي عن طريق الرابط التالي)

هرمون السعادة: دليلك الطبيعي لحياة أكثر إشراقًا

 

التأثيرات الفورية للنيكوتين:

1. زيادة ضربات القلب وضغط الدم.

2. تحسين مؤقت للتركيز والانتباه (قصير الأمد).

3. تثبيط الشهية وزيادة معدل الأيض.

4. شعور بالمتعة والاسترخاء يزول بسرعة، مما يدفع الشخص إلى استخدام متكرر.

 
هل النيكوتين هو سبب الأمراض المرتبطة بالتدخين؟

الإجابة الدقيقة: ليس وحده.

معظم الأضرار الصحية المزمنة الناتجة عن التدخين (مثل سرطان الرئة وأمراض القلب وتصلب الشرايين) ناتجة عن المواد السامة والمسرطنة الموجودة في دخان التبغ المحترق، وليس من النيكوتين وحده.

لكن هذا لا يعني أن النيكوتين بريء تمامًا، فهو:

• يرفع من احتمالية الإصابة بأمراض القلب عبر تأثيره على ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.

• يؤثر سلبًا على نمو الدماغ لدى المراهقين.

• يسبب الإدمان الشديد، مما يؤدي إلى الاستخدام المزمن والمستمر لمواد أكثر ضررًا.

 
النيكوتين في السجائر الإلكترونية: هل هو آمن؟

العديد من الأشخاص يتجهون اليوم إلى السجائر الإلكترونية ظنًا أنها بديل صحي، ورغم أن هذه المنتجات تحتوي على عدد أقل من المواد الضارة مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أن النيكوتين لا يزال موجودًا بتركيزات عالية في معظمها.

وتشير الأبحاث إلى أن بعض سوائل الفيب ((Vape قد تحتوي على مواد كيميائية مسببة للالتهابات وتلف الرئة، خاصة عند استخدامها على المدى الطويل، بالإضافة إلى ذلك فإن النيكوتين قد يزيد من الاعتماد النفسي والجسدي على هذه المنتجات.

 
فوائد النيكوتين:

في السنوات الأخيرة، تم إجراء بعض الدراسات المحدودة التي تشير إلى احتمال وجود فوائد معرفية بسيطة للنيكوتين، مثل تحسين التركيز لدى مرضى الزهايمر أو اضطراب نقص الانتباه، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم استخدام النيكوتين لهذا الغرض، ولا يُنصح به أبدًا لأغراض علاجية خارج إشراف طبي صارم.

 

الخلاصة:

النيكوتين ليس “الشر الأعظم” الموجود في التبغ، لكنه بالتأكيد ليس آمنًا، فهو مادة منبهة تسبب الإدمان، تؤثر سلبًا على القلب والدماغ، وتدفع المستخدم نحو استخدام مستمر لمنتجات قد تكون سامة على المدى الطويل.

وبالتالي، فإن تجنبه أو الإقلاع عنه يبقى الخيار الأفضل، خاصة لمن يسعون لصحة أفضل ونمط حياة خالٍ من الإدمان.

 



المصادر:

1. Mayo Clinic – Nicotine dependence

2. CDC – Health Effects of Smoking

3. WHO – Tobacco: Nicotine and health

4. National Institute on Drug Abuse (NIDA) – Is nicotine addictive?




إرسال تعليق

0 تعليقات